شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : أسعد بن زرارة


ريمة مطهر
02-12-2011, 09:32 PM
أسعد بن زرارة
رضي الله عنه

نسبه
هو أسعد بن زرارة الأنصاري الخزرجي النجاري ، قديم الإسلام ، شهد العقبتين وكان نقيباً على قبيلته ولم يكن في النقباء أصغر سناً منه ، ويقال : أنه أول من بايع ليلة العقبة .

إسلامه
- خرج أسعد بن زرارة وذكوان بن عبد قيس إلى مكة يتنافران إلى عتبة بن ربيعة ، فسمعا برسول الله صلى الله عليه وسلم فأتياه فعرض عليهما الإسلام ، وقرأ عليهما القرآن ، فأسلما ولم يقربا عتبة بن ربيعة ، ورجعا إلى المدينة فكانا أول من قدم بالإسلام بالمدينة .

- قال ابن إسحاق : فلما أراد الله إظهار دينه وإعزاز نبيه ، وإنجاز موعوده له ، خرج رسول الله صلى الله عليه سلم في الموسم الذي لقيه فيه النفر من الأنصار ، فعرض نفسه على قبائل العرب كما كان يصنع في كل موسم ، فبينا هو عند العقبة لقي رهطاً من الخزرج أراد لله بهم خيراً . قال : " أمن موالي يهود ؟ " قالوا : نعم . قال : " أفلا تجلسون أكلمكم ؟" قالوا : بلى ، فجلسوا معه فدعاهم إلى الله وعرض عليهم الإسلام ، وتلا عليهم القرآن ، قال : وكان مما صنع الله بهم في الإسلام أن يهود كانوا معهم في بلادهم ، فكانوا إذا كان بينهم شيء قالوا : إن نبياً مبعوثاً الآن قد أظل زمانه تتبعه ، نقتلكم معه قتل عاد وإرم . فلما كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أولئك النفر ودعاهم إلى الله . قال بعضهم لبعض : يا قوم ، تعلمون والله إنه النبي الذي توعدكم به يهود ، فلا يسبقنكم إليه ، فأجابوه فيما دعاهم إليه بأن صدقوه وقبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام ، وقالوا له : إنا قد تركنا قومنا ، ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم ، وعسى الله أن يجمعهم بك فسنقدم عليهم فندعوهم إلى أمرك وتعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين ، فإن يجمعنهم الله عليك فلا رجل أعز منك ، ثم انصرفوا راجعين إلى بلادهم قد آمنوا وصدقوا. قال أبو نعيم : أنه - أي أسعد بن زرارة - أول من أسلم من الأنصار من الخزرج .

أهم ملامح الشخصية
1- سرعة استجابته للحق
ويتضح ذلك عندما عرض الرسول صلى الله عليه وسلم على النفر الذين جاءوا إلى عتبة ، فلقيهم النبي صلى الله عليه وسلم وعرض عليهم الإسلام وتلا عليهم القرآن فأسلموا . وقيل : أن أول من قدم بالإسلام إلى المدينة كان أسعد بن زرارة وقد ذكرنا ذلك في قصة إسلامه . وسبق القول بأنه ربما يكون أول من بايع بيعة العقبة الثانية .

2- إيجابيته في الدعوة
فقد كان يسعى مع مصعب بالمدينة ، ويتضح ذلك في قصة إسلام أسيد بن حضير وسعد بن معاذ رضي الله عنهما وعنه وعن صحابة رسوله صلى الله عليه وسلم جميعاً .

3- عمق فهمه مع حداثة سنه وتقديره للبيعة
ويظهر ذلك من موقفه في بيعة العقبة الثانية ، يقول جابر بن عبد الله رضي الله عنهما : فقمنا نبايعه - أي : رسول الله صلى الله عليه وسلم - فأخذ بيده أسعد بن زرارة وهو أصغر السبعين ، فقال : رويداً يا أهل يثرب ، إنا لم نضرب إليه أكباد المطي إلا ونحن نعلم أنه رسول الله ، إن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة وقتل خياركم وأن تعضكم السيوف ، فإما أنتم قوم تصبرون على السيوف إذا مستكم وعلى قتل خياركم وعلى مفارقة العرب كافة فخذوه وأجركم على الله عز وجل ، وإما أنتم قوم تخافون من أنفسكم خيفة فذروه فهو أعذر عند الله . قالوا : يا أسعد بن زرارة ، أمط عنا يدك ، فو الله لا نذر هذه البيعة ولا نستقيلها . فقمنا إليه رجلاً رجلاً يأخذ علينا بشرطة العباس ويعطينا على ذلك الجنة .

من مواقفه مع الرسول صلى الله عليه وسلم
روى الإمام أحمد بسنده عن جابر قال : مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين يتبع الناس في منازلهم بعكاظ ومجنة وفي المواسم بمنى يقول : " من يؤويني ، من ينصرني ، حتى أبلغ رسالة ربي وله الجنة حتى إن الرجل ليخرج من اليمن أو من مضر كذا " ، قال : فيأتيه قومه فيقولون : احذر غلام قريش ، لا يفتنك ، ويمشي بين رجالهم وهم يشيرون إليه بالأصابع ، حتى بعثنا الله إليه من يثرب فآويناه وصدقناه ، فيخرج الرجل منا فيؤمن به ويقرئه القرآن فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه ، حتى لم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام ، ثم ائتمروا جميعاً فقلنا : حتى متى نترك رسول الله صلى الله عليه وسلم يطرد في جبال مكة ويخاف ، فرحل إليه منا سبعون رجلاً حتى قدموا عليه في الموسم ، فواعدناه شعب العقبة فاجتمعنا عليه من رجل ورجلين حتى توافينا ، فقلنا : يا رسول الله نبايعك . قال : " تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل ، والنفقة في العسر واليسر ، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأن تقولوا في الله لا تخافون في الله لومة لائم ، وعلى أن تنصروني فتمنعوني إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة " . قال : فقمنا إليه فبايعناه ، وأخذ بيده أسعد بن زرارة وهو من أصغرهم ، فقال : رويداً يا أهل يثرب ، فإنا لم نضرب أكباد الإبل إلا ونحن نعلم أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة وقتل خياركم وأن تعضكم السيوف ، فإما أنتم قوم تصبرون على ذلك وأجركم على الله ، وإما أنتم قوم تخافون من أنفسكم جبينة فبينوا ذلك فهو عذر لكم عند الله . قالوا : أمط عنا يا أسعد ، فو الله لا ندع هذه البيعة أبداً ولا نسلبها أبداً . قال : فقمنا إليه فبايعناه ، فأخذ علينا وشرط ويعطينا على ذلك الجنة .

بعض المواقف من حياته مع الصحابة
ذهب أسعد بن زرارة يوماً ومعه مصعب بن عمير إلى بستان من بساتين بني عبد الأشهل - أحد بطون الأوس - فجلسا فيه ، واجتمع حولهما عدد من الذين أسلموا ، فرآهما سعد بن معاذ وأسيد بن الحضير وهما يومئذ سيدا بني عبد الأشهل ، ومن سادة الأوس أيضاً ، فقال سعد بن معاذ لأسيد بن حضير : لا أبا لك ، انطلق إلى هذين الرجلين اللذين قد أتيا دارنا ليسفها ضعفاءنا فازحجرهما واتهمها عن أن دارنا ، فإنه لولا أن أسعد بن زرارة مني حيث قد علمت كفيتك ذلك هو ابن خالتي ، ولا أجد عليه مقدماً . فأخذ أسيد بن حضير حربته ، ثم أقبل إليهم ، فلما رآه أسعد بن زرارة قال لمصعب بن عمير : هذا سيد قومك ، قد جاءك فأصدق الله فيه ، قال مصعب : إن يجلس أكلمه ، فوقف عليهما متشمتاً ، فقال : ما جاء بكما إلينا تسفهان ضعفاءنا ؟ اعتزلانا إن كانت لكما بأنفسكما حاجة ، فقال له مصعب : أو تجلس فتسمع ، فإن رضيت أمراً قبلته ، وإن كرهته كُفّ عنك ما تكره ؟ فقال : أنصفت ، ثم ركز حربته ، وجلس إليهما فكلمه مصعب بالإسلام وقرأ عليه القرآن ، فقالا : والله لقد عرفنا في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم في إشراقه وتسهله ، ثم قال : ما أحسن هذا الكلام وأجمله ! كيف تصنعون إذا أردتم أن تدخلوا في هذا الدين . قالا له : تغتسل فتطهر ، وتطهر ثوبك ، ثم تشهد شهادة الحق ، فقام واغتسل وطهر ثوبيه وشهد شهادة الحق ، ثم قام فركع ركعتين ، ثم قال لهما : إن ورائي رجلاً إن اتبعكما لم يتخلف عنه أحد من قومه ، وسأرسله إليكما الآن ، وهو سعد بن معاذ ، ثم أخذ حربته ، وانصرف إلى سعد وقومه وهم جلوس في ناديهم ، فلما نظر إليه سعد مقبلاً ، قال: أحلف بالله لقد جاءكم أسيد بغير الوجه لذي ذهب به من عندكم ، فلما وقف على النادي ، قال له سعد : ما فعلت ؟ قال : كلمت الرجلين ، فو الله ما رأيت بهما بأساً وقد نهيتهما . فقالا : نفعل ما أحببت ، وقد حدثت أن بني حارثة قد خرجوا إلى أسعد بن زرارة ليقتلوه ، وذلك أنهم قد عرفوا أنه ابن خالتك ليخفروك فقام سعد مغضباً مبادراً ، تخوفاً للذي ذكر له من بني حارثة ، فأخذ الحربة من يده ، ثم قال : والله ما أراك أغنيت شيئاً ، ثم خرج إليها فلما رآهما سعد مطمئنين عرف أن أسيداً إنما أراد أن يسمع منهما ، فوقف عليهما متشمتاًَ، ثم قال لأسعد بن زرارة : يا أبا أمامة ! والله لولا ما بيني وبينك من القرابة ما رمت هذا مني ، أتغشانا في دارنا بما نكره وقد قال أسعد بن زرارة لمصعب بن عمير : أي مصعب جاءك والله سيد من وراءه قومه ، إن يتبعك لا يتخلف عنك منهم اثنان. فقال له مصعب : أو تقعد فتسمع ، فإن رضيت أمراً أو رغبت فيه قبلته ، إن كرهته عزلنا عنك ما تكره ؟ قال سعد : أنصفت ، ثم ركز الحربة ، جلس فعرض عليه الإسلام وقرأ عليه القرآن . قالا : فعرفنا والله في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم لإشراقه وتسهله ثم قال لهما : كيف تصنعون إذا أنتم أسلمتم ودخلتم في هذا الدين ؟ قالا : تغتسل فتطهر ثوبيك ثم تشهد شهادة الحق ، ثم تصل ركعتين .

أثره في الآخرين
قال ابن إسحاق : عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال : كنت أقود أبي حين ذهب بصره ، فكنت إذا خرجت به إلى الجمعة فسمع الآذان بها ، صلى على أبي إمامة أسعد بن زرارة . قال : فمكثت حيناً على ذلك لا يسمع لآذان الجمعة إلا صلى عليه واستغفر له . قال : فقلت في نفسي : والله إن هذا بي لعجز ، ألا أسأله ؟ فقلت : يا أبتِ ، ما لك إذا سمعت الأذان للجمعة صليت على أبي إمامة ؟ فقال : أي بني ، إنه كان أول من جمع بنا بالمدينة ، في هرم البيت من حرة بني بياض في بقيع يقال له ( بقيع الخضمات ) . قال : قلت : وكم أنتم يومئذ ؟ قال : أربعين رجلًا .

الوفاة
- قال محمد بن إسحاق : وتوفي في تلك الأشهر - أي : بعد الهجرة مباشرة - أبو أمامة أسعد بن زرارة والمسجد يُبنى - أي : مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم - أخذته الزبحة أو الشهقة ، رحمه الله ورضي عنه .

- وذكر الواقدي : أنه مات على رأس أشهر من الهجرة . رواة الحاكم في المستدرك من طريق الواقدي عن أبي الرجال ، وفيه جاء بنو النجار فقالوا : يا رسول الله ، مات نقيبنا فنقب علينا . فقال : " أنا نقيبكم " .

- وقال البغوي : أنه أول من مات من الصحابة بعد الهجرة ، وأنه أول ميت صلّى عليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم .

- وروى الواقدي من طريق عبد الله بن أبي بكر بن حزم قال : أول من دفن بالبقيع أسعد بن زرارة ، وهذا قول الأنصار . وأما المهاجرون فقالوا : أول من دفن به عثمان بن مظعون .

المراجع
الإصابة في تمييز الصحابة - ابن حجر العسقلاني
البداية والنهاية - ابن كثير
التاريخ الإسلامي - محمود شاكر

ريمة مطهر
09-07-2011, 11:01 AM
أسعد بن زرارة

أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار ، واسمه تيم الله ، وقيل له النجار ؛ لأنه ضرب رجلاً بقدوم فنجره ، وقيل غير ذلك ، والنجار بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الأنصاري الخزرجي النجاري ، ويقال له أسعد الخير وكنيته ‏:‏ أبو أمامة ‏.‏

وهو من أول الأنصار إسلاماً‏ .‏ وكان سبب إسلامه ما ذكره الواقدي أن أسعد بن زرارة خرج إلى مكة هو وذكوان بن عبد قيس يتنافران إلى عتبة بن ربيعة ، فسمعا برسول الله صلى الله عليه وسلم فأتياه ، فعرض عليهما الإسلام وقرأ عليهما القرآن فأسلما ، ولم يقربا عتبة ، ورجعا إلى المدينة ، وكانا أول من قدم بالإسلام إلى المدينة ‏.‏

وقال ابن إسحاق‏ :‏ إن أسعد بن زرارة إنما أسلم مع النفر الذي سبقوا قومهم إلى الإسلام بالعقبة الأولى ‏.‏

وكان عقيباً شهد العقبة الأولى والثاني والثالثة وبايع فيها ، وكانت البيعة الأولى ، وهم ستة نفر أو سبعة ، والثانية وهم اثنا عشر رجلاً ، والثالثة وهم سبعون رجلاً‏ .‏ وبعضهم لا يسمى بيعة الستة ، عقبة ، وإنما يجعل عقبتين لا غير ، وكان أبو أمامة أصغرهم ؛ إلا جابر بن عبد الله ، وكان نقيب بني النجار ‏.‏

وقال ابن منده وأبو نعيم ‏:‏ إنه كان نقيب بني ساعدة ، وكان النقباء اثني عشر رجلاً ‏:‏ سعد بن عبادة ، وأسعد بن زرارة ، وسعد بن الربيع ، وسعد بن خيثمة ، والمنذر بن عمرو ، وعبد الله بن رواحة ، والبراء بن معرور ، وأبو الهيثم بن التيهان ، وأسيد بن حضير ، وعبد الله بن عمرو بن حرام ، وعبادة بن الصامت ، ورافع بن مالك ‏.‏

ويقال‏ :‏ إن أبا أمامة أول من بايع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة ، وقيل غيره ، ويرد في موضعه‏ .‏

وهو أول من صلى الجمعة بالميدنة في هزمة من حرة بني بياضة يقال له‏ :‏ نقيع الخضمات ‏.‏ وكانوا أربعين رجلاً‏ .‏

ومات أسعد بن زرارة في السنة الأولى من الهجرة في شوال قبل بدر ؛ لأن بدراً كانت في رمضان سنة اثنتين ، وكان موته بمرض يقال له الذبحة فكواه النبي صلى الله عليه وسلم بيده ، ومات ، والمسجد يبنى ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏ :‏ ‏" ‏بئس الميتة لليهود ، ويقولون أفلا دفع عن صاحبه وما أملك له ولا لنفسي شيئاً ‏" ‏‏.‏

أخرجه ثلاثتهم‏ .‏

قلت‏ :‏ قول ابن منده وأبي نعيم‏ :‏ إن أسعد بن زرارة نقيب بني ساعدة ، وهم منهما ، إنما هو نقيب قبيلته بني النجار ، ولما مات جاء بنو النجار إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا‏ :‏ يا رسول الله ، إن أسعد قد مات وكان نقيبنا ، فلو جعلت لنا نقيباً فقال‏ :‏ أنتم أخوالي وأنا نقيبكم ، فكانت هذه فضيلة لبني النجار‏ .‏ وكان نقيب بني ساعدة سعد بن عبادة ؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كان يجعل نقيب كل قبيلة منهم ، ولا شك أن أبا نعيم تبع ابن منده في وهمه ‏.‏ والله أعلم ‏.‏

المرجع
أسد الغابة في معرفة الصحابة - لابن الأثير