شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم


ريمة مطهر
01-28-2011, 07:46 PM
فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

وأمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي ولدتها وقريش تبنى البيت وذلك قبل النبوة بخمس سنين . وأخبرنا مسلم بن إبراهيم حدثنا المنذر بن ثعلبة عن علباء بن أحمر اليشكري أن أبا بكر خطب فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا أبا بكر انتظر بها القضاء . فذكر ذلك أبو بكر لعمر فقال له عمر : ردك يا أبا بكر ، ثم إن أبا بكر قال لعمر : أخطب فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فخطبها ، فقال له مثل ما قال لأبي بكر : انتظر بها القضاء . فجاء عمر إلى أبي بكر فأخبره فقال له : ردك يا عمر ، ثم إن أهل علي قالوا لعلي : اخطب فاطمة إلى رسول الله ، فقال بعد أبي بكر وعمر فذكروا له قرابته من النبي صلى الله عليه وسلم فخطبها فزوجه النبي صلى الله عليه وسلم فباع علي بعيراً له وبعض متاعه فبلغ أربعمائة وثمانين . فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : سأجعل ثلثين في الطيب وثلثا في المتاع .

أخبرنا الفضل بن دكين حدثنا موسى بن قيس الحضرمي قال : سمعت حجر بن عنبس قال وقد كان أكل الدم في الجاهلية وشهد مع علي الجمل وصفين قال : خطب أبو بكر وعمر فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هي لك يا علي ، لست بدجال - يعني لست بكذاب - وذلك أنه كان قد وعد علياً بها قبل أن يخطب إليه أبو بكر وعمر .

أخبرنا وكيع بن الجراح عن عباد بن منصور قال : سمعت عطاء يقول : خطب علي فاطمة فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن علياً يذكرك ، فسكتت فزوجها .

أخبرنا سفيان بن عيينة عن بن أبي نجيح عن أبيه عن رجل سمع علياً يقول : أردت أن أخطب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنته فقلت : والله مالي من شيء. قال : وكيف ؟ قال : ثم ذكرت صلته وعائدته فخطبتها إليه ، فقال : وهل عندك شيء ؟ قلت : لا . قال : وأين درعك الحطمية التي أعطيتك يوم كذا وكذا ؟ قال : هي عندي . قال : فأعطها إياها . قال . فأعطاها إياها .

أخبرنا يزيد بن هارون قال : أخبرنا جرير بن حازم أخبرنا أيوب عن عكرمة أن علياً خطب فاطمة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ما تصدقها ؟ قال : ما عندي ما أصدقها . قال : فأين درعك الحطمية التي كنت منحتك ؟ قال : عندي . قال : أصدقها إياها . قال : فأصدقها وتزوجها . قال عكرمة : كان ثمنها أربعة دراهم .

أخبرنا معن بن عيسى حدثنا جرير بن حازم عن أيوب عن عكرمة قال : أمهر علي فاطمة بدناً قيمته أربعة دراهم .

أخبرنا معن بن عيسى حدثنا محمد بن مسلم حدثنا عمرو بن دينار عن عكرمة قال : تزوجت فاطمة على بدن من حديد .

أخبرنا وكيع بن الجراح عن علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة أن علياً لما تزوج فاطمة فأراد أن يبني بها قال له النبي صلى الله عليه وسلم : قدم شيئاً ! قال : ما أجد شيئاً . قال : فأين درعك الحطمية ؟

أخبرنا مالك بن إسماعيل أبو غسان النهدي حدثنا عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي حدثنا عبد الكريم بن سليط عن بن بريدة عن أبيه قال قال نفر من الأنصار لعلي : عندك فاطمة ، فأتى رسول الله فسلم عليه ، فقال : ما حاجة بن أبي طالب ؟ قال : ذكرت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال : مرحباً وأهلاً ، لم يزده عليهما فخرج علي على أولئك الرهط من الأنصار ينظرونه قالوا : ما وراءك ؟ قال : ما أدري ، غير أنه قال لي : مرحباً وأهلاً . قالوا : يكفيك من رسول الله إحداهما أعطاك الأهل أعطاك المرحب . فلما كان بعد ما زوجه قال : يا علي إنه لا بد للعروس من وليمة . فقال سعد : عندي كبش ، وجمع له رهط من الأنصار آصعاً من ذرة فلما كان ليلة البناء قال : لا تحدث شيئاً حتى تلقاني . قال : فدعا رسول الله بإناء فتوضأ فيه ثم أفرغه على علي ثم قال : اللهم بارك فيهما وبارك عليهما وبارك لهما في نسلهما . قال مالك بن إسماعيل : شيء من النسب عندي .

أخبرنا خالد بن مخلد حدثني سليمان حدثني جعفر بن محمد عن أبيه قال : أصدق علي فاطمة درعاً من حديد وجرد برد .
أخبرنا عارم بن الفضل حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي حين زوجه فاطمة : أعطها درعك الحطمية .

أخبرنا الحسن بن موسى حدثنا زهير عن جابر عن محمد بن علي قال : تزوج علي فاطمة على إهاب شاة وسحق حبرة .

أخبرنا وكيع بن الجراح عن سفيان عن جابر عن أبي جعفر أن علياً تزوج فاطمة على إهاب شاة وجرد حبرة .

أخبرنا وكيع بن الجراح عن المنذر بن ثعلبة عن علباء بن أحمر اليشكري أن علياً تزوج فاطمة فباع بعيراً له بثمانين وأربع مائة درهم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : اجعلوا ثلثين في الطيب وثلثا في الثياب .

أخبرنا أبو أسامة عن مجالد عن عامر قال : قال علي : لقد تزوجت فاطمة وما لي ولها فراش غير جلد كبش ننام عليه بالليل ونعلف عليه الناضح بالنهار وما لي ولها خادم غيرها .

أخبرنا محمد بن الفضل عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم قال كان : صداق بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم ونسائه خمس مائة درهم اثني عشر أوقية ونصفاً .

أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء عن سعيد بن أبي عروبة عن أيوب عن عكرمة قال : لما زوج النبي صلى الله عليه وسلم علياً فاطمة قال : أعطها شيئاً ؟ قال : يا رسول الله ، ليس عندي شىء ؟ قال : فأين درعك الحطمية .

أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الله بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه قال : تزوج علي بن أبي طالب فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في رجب بعد مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة بخمسة أشهر ، وبنى بها مرجعه من بدر وفاطمة يوم بنى بها علي بنت ثماني عشر سنة .

أخبرنا محمد بن عمر حدثني إبراهيم بن شعيب عن يحيى بن شبل عن أبي جعفر قال : لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة نزل على أبي أيوب سنة أو نحوها ، فلما تزوج علي فاطمة قال لعلي : أطلب منزلاً فطلب علي منزلاً فأصابه مستأخراً عن النبي صلى الله عليه وسلم قليلاً فبنى بها فيه . فجاء النبي صلى الله عليه وسلم إليها فقال : إني أريد أن أحولك إليّ . فقالت لرسول الله : فكلم حارثة بن نعمان أن يتحول عني . فقال رسول الله : قد تحول حارثة عنا قد استحيت منه . فبلغ ذلك حارثة فتحول وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، إنه بلغني أنك تحول فاطمة إليك وهذه منازلي وهي أسقب بيوت نبي النجار بك وإنما أنا ومالي لله ولرسوله ، والله يا رسول الله المال الذي تأخذ مني أحب إليّ من الذي تدع . فقال رسول الله : صدقت ، بارك الله عليك . فحولها رسول الله إلى بيت حارثة .

أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن محمد بن موسى عن عون بن محمد عن علي بن أبي طالب عن أمه أم جعفر عن جدتها أسماء بنت عميس قال : جهزت جدتك فاطمة إلى جدك علي وما كان حشو فراشهما ووسائدهما إلا الليف ولقد أولم علي على فاطمة فما كانت وليمة في ذلك الزمان أفضل من وليمته رهن درعه عند يهودي بشطر شعير .

أخبرنا أنس بن عياض عن جعفر بن محمد عن أبيه أن علياً حين دخل بفاطمة كان فراشهما إهاب كبش إذا أرادا أن يناما قلباه على صوفه ووسادتهما من أدم حشوها ليف .

أخبرنا عبيد الله بن موسى أخبرنا إسرائيل عن جابر عن محمد بن علي قال : كان صداق فاطمة جرد حبرة وإهاب شاة .

أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء عن سعيد بن أبي عروبة عن بن أبي يزيد المديني وأظنه ذكره عن عكرمة قال : لما زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً فاطمة كان فيما جهزت به سرير مشروط ووسادة من أدم حشوها ليف وتور من أدم وقربى . قال : وجاؤوا ببطحاء فطرحوها في البيت . قال : وكان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي : إذا أتيت بها فلا تقربنها حتى آتيك . قال : وكانت اليهود يؤخرون الرجل عن امرأته ، قال : فلما أتي بها قعدا حيناً في ناحية البيت ، قال : فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفتح فخرجت إليه أم أيمن فقال : أثم أخي ؟ قالت : وكيف يكون أخوك وقد أنكحته ابنتك . قال : فإنه كذلك . ثم قال : أسماء بنت عميس . قالت : نعم . قال : جئت تكرمين بنت رسول الله ؟ قالت : نعم . فقال لها خيراً ودعا لها ، ودعا رسول الله بماء فأتي به إماً في تور وإماً في سواه قال : فمج فيه رسول الله ومسك بيده ثم دعا علياً فنضح من ذلك الماء على كتفيه وصدره وذراعيه ، ثم دعا فاطمة فأقبلت تعثر في ثوبها حياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم فعل بها مثل ذلك ثم قال لها : يا فاطمة ، أما إني ما أليت أن أنكحتك خير أهلي .

أخبرنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي حدثنا عمر بن صالح حدثنا سعيد بن أبي عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن أم أيمن قالت : زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة من علي بن أبي طالب وأمره أن لا يدخل على فاطمة حتى يجيئه ، وكانت اليهود يؤخرون الرجل عن أهله فجاء رسول الله حتى وقف بالباب وسلم فاستأذن فأذن له ، فقال : أثم ؟ فقالت أم أيمن : بأبي أنت وأمي يا رسول الله من أخوك . قال : علي بن أبي طالب . قالت : وكيف يكون أخاك وقد زوجته ابنتك . قال : هو ذاك يا أم أيمن ، فدعا بماء في إناء فغسل فيه يديه ثم دعا علياً فجلس بين يديه فنضح على صدره من ذلك الماء وبين كتفيه ، ثم دعا فاطمة فجاءت بغير خمار تعثر في ثوبها ثم نضح عليها من ذلك الماء ثم قال : والله ما ألوت أن زوجتك خير أهلي . وقالت أم أيمن : وليت جهازها فكان فيما جهزتها به مرفقة من أدم حشوها ليف وبطحاء مفروش في بيتها .

أخبرنا موسى بن إسماعيل حدثنا دارم بن عبد الرحمن بن ثعلبة الحنفي قال : حدثني رجل أخواله الأنصار قال : أخبرتني جدتي أنها كانت مع النسوة اللاتي أهدين فاطمة إلى علي ، قالت : أهديت في بردين من برود الأول عليها دملوجان من فضة مصفران بزعفران فدخلنا بيت علي فإذا إهاب شاة على دكان ووسادة فيها ليف وقربة ومنخل ومنشفة وقدح .

أخبرنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن عكرمة قال : إستحل علي فاطمة ببدن من حديد .

أخبرنا هوذة بن خليفة حدثنا عوف عن عبد الله بن عمرو بن هند قال : لما كانت ليلة أهديت فاطمة إلى علي قال رسول الله : لا تحدث شيئاً حتى آتيك ، فلم يلبث رسول الله أن تبعهما فقام على الباب فاستأذن فدخل فإذا علي منتبذ منها ، فقال رسول الله : إني علمت أنك تهاب الله ورسوله . فدعا بماء فمضمض ثم أعاده في الإناء ثم نضح به صدرها وصدره .

أخبرنا عفان بن مسلم حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا عطاء بن السائب عن أبيه عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما زوجه فاطمة بعث معها بخملة ووسادة أدم حشوها ليف ورحائين وسقاء وجرتين ، قال : فقال علي لفاطمة ذات يوم : والله لقد سنوت حتى قد اشتكيت صدري وقد جاء الله أباك بسبي فاذهبي فاستخدميه . فقالت : وأنا والله قد طحنت حتى مجلت يداي ، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ما جاء بك يا بنية ؟ قالت : جئت لأسلم عليك ، واستحيت أن تسأله ورجعت . فقال : ما فعلت ؟ قالت : اسحتيت أن أسأله . فأتياه جميعاً فقال علي : والله يا رسول الله لقد سنوت حتى اشتكيت صدري . وقالت فاطمة قد : طحنت حتى مجلت يداي وقد أتى الله بسبي وسعة فاخدمنا . قال : والله لا أعطيكما وأدع أهل الصفة تطوى بطونهم لا أجد ما أنفق عليهم ولكني أبيعهم أنفق عليهم أثمانهم . فرجعا فأتاهما النبي صلى الله عليه وسلم وقد دخلا في قطيفتهما إذا غطيا رؤوسهما تكشفت أقدامهما وإذا غطيا أقدامهما رؤوسهما ، فثارا فقال : مكانكما ألا أخبركما بخير مما سألتماني ؟ فقالا : بلى . فقال : كلمات علمنيهن جبريل تسبحان في دبر كل صلاة عشراً وتحمدان عشراً وتكبران عشراً ، وإذا أويتما إلى فراشكما فسبحا ثلاثاً وثلاثين واحمدا ثلاثاً وثلاثين وكبرا أربعاً وثلاثين . قال :فو الله ما تركتهن منذ علمنيهن رسول الله . فقال له بن الكواء : ولا ليلة صفين ؟ فقال : قاتلكم الله يا أهل العراق ولا ليلة صفين .

أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا بن حازم حدثنا عمرو بن سعيد قال : كان في علي على فاطمة شدة ، فقالت : والله لأشكونك إلى رسول الله . فانطلقت وانطلق علي بأثرها فقام حيث يسمع كلامهما فشكت إلى رسول الله غلظ علي وشدته عليها ، فقال : يا بنية اسمعي واستمعي واعقلي ، إنه لا إمرة بامرأة لا تأتي هوى زوجها وهو ساكت . قال علي : فكففت عما كنت اصنع وقلت : والله لا آتي شيئاً تكرهينه أبداً .

أخبرنا عبيد الله بن موسى أخبرنا عبد العزيز بن سياه عن حبيب بن أبي ثابت قال : كان بين علي وفاطمة كلام فدخل رسول الله فألقى له مثالاً فاضطجع عليه ، فجاءت فاطمة فاضطجعت من جانب فأخذ رسول الله بيد علي فوضعها على سرته وأخذ بيد فاطمة فوضعها على سرته ولم يزل حتى أصلح بينهما ، ثم خرج قال : فقيل له : دخلت وأنت على حال وخرجت ونحن نرى البشر في وجهك . فقال : وما يمنعني وقد أصلحت بين أحب اثنين إليّ .

أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن يحيى بن شبل عن أبي جعفر قال : دخل العباس على علي بن أبي طالب وفاطمة وهي تقول : أنا أسن منك . فقال العباس : أما أنت يا فاطمة فولدت وقريش تبني الكعبة والنبي صلى الله عليه وسلم بن خمس وثلاثين سنة ، وأما أنت يا علي فولدت قبل ذلك بسنوات . قال محمد بن عمر : وولدت فاطمة لعلي الحسن والحسين وأم كلثوم وزينب بني علي .

أخبرنا الفضل بن دكين حدثنا زكريا بن أبي زائدة عن فراس عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت : كنت جالسة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية رسول الله ، فقال : مرحباً يا بنتي . فأجلسها عن يمينه أو عن يساره فأسر إليها شيئاً فبكت ، ثم أسر إليها شيئاً فضحكت . قال : قلت : ما رأيت ضحكاً أقرب من بكاء ، استخصك رسول الله بحديث ثم تبكين ؟ قلت : أي شيء أسر إليك رسول الله ؟ قالت : ما كنت لأفشي سره . قالت : فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتها فقالت : قال : إن جبريل كان يأتيني كل عام فيعارضني بالقران مرة وإنه أتاني العام فعارضني مرتين ولا أظن أجلي إلا قد حضر ونعم السلف أنا لك . وقال : أنت أسرع أهلي بي لحوقاً . قالت : فبكيت لذلك ، ثم قال : أما ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الأمة أو سيدة نساء العالمين . قالت : فضحكت .

أخبرنا محمد بن عمر بن عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة قال : سمعت عبد الرحمن الأعرج يحدث في مجلسه بالمدينة يقول : أطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة وعلي بخيبر من الشعير والتمر ثلاثمائة وسق الشعير من ذلك خمسة وثمانون وسقاً لفاطمة من ذلك مائة وسق .

أخبرنا عبد الله بن نمير حدثنا إسماعيل عن عامر قال : جاء أبو بكر إلى فاطمة حين مرضت فاستأذن فقال علي : هذا أبو بكر على الباب فإن شئت أن تأذني له . قالت : وذلك أحب إليك . قال : نعم . فدخل عليها واعتذر إليها وكلمها فرضيت عنه .

أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق عن علي بن فلان بن أبي رافع عن أبيه عن سلمة قالت : مرضت فاطمة بنت رسول الله عندنا فلما كان يوم الذي توفيت فيه خرج علي قالت لي : يا أم اسكبي لي غسلاً ، فسكبت لها فاغتسلت كأحسن ما كانت تغتسل ثم قالت : ائتيني بثياب الجدد فأتيتها بها فلبستها ثم قالت : اجعلي فراشي وسط البيت ، فجعلته فاضطجعت عليه واسقبلت القبلة ثم قالت لي : يا أمه ، إني مقبوضة الساعة وقد اغتسلت فلا يكشفن أحد لي كتفاً . قالت : فماتت ، فجاء علي فأخبرته فقال : لا والله لا يكشف لها أحد كتفاً فاحتملها فدفنها بغسلها ذلك .

أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن محمد بن موسى أن علي بن أبي طالب غسل فاطمة .

أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري عن أبيه عن صالح بن كيسان عن بن شهاب قال : أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أن فاطمة بنت رسول الله سألت أبا بكر بعد وفاة رسول أن يقسم لها ميراثها مما ترك رسول الله مما أفاء الله عليه ، فقال لها أبو بكر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا نورث ما تركنا صدقة . فغضبت فاطمة وعاشت بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر .

أخبرنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن الزهري قال : عاشت فاطمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أشهر .

أخبرنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن أبي جعفر قال : ستة أشهر .

أخبرنا محمد بن عمر حدثني بن جريح عن عمرو بن دينار عن أبي جعفر قال : توفيت فاطمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم بثلاثة أشهر .

أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثنا معمر عن الزهري عن عروة أن فاطمة توفيت بعد النبي صلى الله عليه وسلم بستة أشهر . قال محمد بن عمر وهو الثبت عندنا وتوفيت ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة وهي ابنة تسع وعشرين سنة أو نحوها .

أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا عمر بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن علي بن حسين عن بن عباس قال : فاطمة أول من جعل لها النعش عملته لها أسماء بنت عميس وكانت قد رأته يصنع بأرض الحبشة .

أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمرة بنت عبد الرحمن قالت : صلى العباس بن عبد المطلب على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل في حفرتها هو وعلي والفضل بن عباس .

أخبرنا محمد بن عمر حدثنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائسة قالت : نزل في حفرة فاطمة العباس وعلي والفضل .

أخبرنا محمد بن عمر حدثنا معمر عن الزهري عن عروة أن علياً صلى على فاطمة .

أخبرنا محمد بن عمر حدثنا قيس بن الربيع عن مجالد عن الشعبي قال : صلى عليها أبو بكر رضي الله تعالى عنه وعنها .

أخبرنا شبابة بن سوار حدثنا عبد الأعلى بن أبي المساور عن حماد عن إبراهيم قال : صلى أبو بكر الصديق على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر عليها أربعاً .

أخبرنا مطرف بن عبد الله اليساري حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن محمد بن عبد الله عن الزهري قال : دفنت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلاً ودفنها علي .

أخبرنا أنس بن عياض حدثنا يونس بن يزيد الأيلي عن بن شهاب قال : دفنت فاطمة ليلاً دفنها علي .

أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي حدثنا سفيان عن معمر عن الزهري عن عروة أن علياً دفن فاطمة ليلاً .

أخبرنا عبيد الله بن موسى ووكيع قالا : حدثنا إسرائيل عن جابر عن محمد بن علي قال : دفنت فاطمة ليلاً ؟ .

أخبرنا وكيع عن موسى بن علي عن بعض أصحابه أن فاطمة دفنت ليلاً .

أخبرنا عمر بن سعد أبو داود الحفري عن سفيان عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة أن علياً دفن فاطمة ليلاً .

أخبرنا محمد بن مصعب حدثنا الأوزاعي عن يحى بن سعيد أن فاطمة دفنت ليلاً .

أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عمر بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن علي بن حسين قال : سألت بن عباس : متى دفنتم فاطمة ؟ فقال : دفناها بليل بعد هدأة . قال : قلت : فمن صلى عليها ؟ قال : علي .

أخبرنا محمد بن عمر قال سألت عبد الرحمن بن أبي الموالي قال : قلت : إن الناس يقولون إن قبر فاطمة عند المسجد الذي يصلون إليه على جنائزهم بالبقيع . فقال : والله ما ذاك إلا مسجد رقية - يعني امرأة عمرته - وما دفنت فاطمة إلا في زاوية دار عقيب مما يلي دار الجحشيين مستقبل خرجة بني نبيه من بني عبد الدار بالبقيع ، وبين قبرها وبين الطريق سبعة أذر .

أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثني عبد الله بن حسن قال : وجدت المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام واقفاً ينتظرني بالبقيع نصف النهار في حر شديد ، فقلت : ما يوقفك يا أبا هاشم هاهنا ؟ قال : انتظرتك ، بلغني أن فاطمة دفنت في هذا البيت في دار عقيل مما يلي دار الجحشيين فأحب أن تبتاعه لي بما بلغ أدفن فيها . فقال عبد الله والله : لأفعلن فجهد بالعقيليين فأبو ، قال عبد الله بن جعفر : وما رأيت أحد يشك أن قبرها في ذلك الموضع .

المرجع
الطبقات الكبرى - الجزء الثامن ، بتصرف .
أبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع

ريمة مطهر
01-28-2011, 08:00 PM
السيدة فاطمة بنت محمد رضي الله عنها
( الزهراء )

نسبها
هي فاطمة الزهراء بنت ( رسول الله ) محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم القرشية سيدة نساء الأمة ، وأحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أمها خديجة بنت خويلد بن أسد القرشية سيدة سيدات بيت النبوة ، لقبت بالزهراء ، وكانت تكنى أم الحسن وأم الحسين، وكان يطلق عليها أم أبيها ، وزوجها هو علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي ، وابناها هما الحسن والحسين سيدا فتيان الجنة . (1)

ولدت فاطمة رضي الله عنها سنة إحدى وأربعين من مولد النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنكح رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة علي بن أبي طالب بعد وقعة أحد ، وقيل إنه تزوجها بعد أن ابتنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعائشة بأربعة أشهر ونصف ، وبنى بها بعد تزويجه إياها بتسعة أشهر ونصف ، وكان سنها يوم تزويجها خمس عشرة سنة وخمسة أشهر ونصفا ، وكانت سن عليّ إحدى وعشرين سنة وخمسة أشهر . (2)

ومن هنا فلا صحة لما جاء من أن مولدها كان قبل البعثة بخمس سنين ، وإن تعددت الروايات في ذلك ؛ لأن كل الروايات تشير إلى أن زواجها كان في المدينة بعد غزوة أحد ، ليس هذا فقط بل لقد حددت أغلب الروايات سنها يوم تزويجها وأنها كانت في الخامسة عشرة من عمرها ، ومن هذه العملية الحسابية نستنتج أنها لم تولد قبل البعثة بل ولدت بعد البعثة بعام واحد ، وكان عمر الرسول صلى الله عليه وسلم واحداً وأربعين سنة .

فرغم الاختلاف في تحديد سنها يوم تزويجها - وهو بين الخامسة عشرة والثامنة عشرة - إلا أني لم أعثر على رواية تقول إن عمرها يوم تزويجها كان واحداً وعشرين عاماً ، وهو المفترض أن يكون لها إذا كانت قد وُلدت قبل البعثة بخمس سنين على حسب الرواية المغلوطة .

كانت فاطمة رضي الله عنها أصغر بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث كانت زينب الأولى ثم الثانية رقية ثم الثالثة أم كلثوم ثم الرابعة فاطمة الزهراء ، وانقطع نسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا منها ؛ فإن الذكور من أولاده ماتوا صغارا، وأما البنات : فإن رقية رضي الله عنها ولدت عبد الله بن عثمان فتوفي صغيراً، وأما أم كلثوم فلم تلد، وأما زينب رضي الله عنها فولدت عليا ومات صبيا وولدت أمامة بنت أبي العاص فتزوجها علي ثم بعده المغيرة بن نوفل ، وقال الزبير: انقرض عقب زينب . (3)
زواجها من علي رضي الله عنهما
وفي قصة زواجها يقول علي بن أبي طالب : خطبت فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لي مولاة لي : هل علمت أن فاطمة خطبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قلت : لا، قالت : فقد خطبت ، فما يمنعك أن تأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيزوجك ، فقلت : وعندي شيء أتزوج به ؟ فقالت : إنك إن جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجك . فوالله ما زالت ترجيني حتى دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم جلالة وهيبة ، فلما قعدت بين يديه أفحمت ، فوالله ما أستطيع أن أتكلم ، فقال : ما جاء بك ، ألك حاجة؟ فسكت فقال: لعلك جئت تخطب فاطمة ؟ قلت : نعم ، قال : وهل عندك من شيء تستحلها به ؟ فقلت : لا والله يا رسول الله ، فقال : ما فعلت بالدرع التي سلحتهكا ، فقلت : عندي والذي نفس عليّ بيده ، إنها لحطمية ما ثمنها أربعمائة درهم ، قال: قد زوجتك ، فابعث بها ، فإن كانت لصـداق فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم . (4)

اختلف في مهره إياها ، فروي أنه أمهرها درعه ، وأنه لم يكن له في ذلك الوقت صفراء ولا بيضاء ، وقيل : إن علياً تزوج فاطمة رضي الله عنها على أربعمائة وثمانين ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل ثلثها في الطيب ، وزعم أصحابنا أن الدرع قدمها علي من أجل الدخول بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه في ذلك . (5)

وفي تأسيس بيت الزوجية لبنت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عكرمة : لما زّوج رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً فاطمة كان فيما جُهزت به : سرير مشروط ، ووسادة من أدم حشوها ليف ، وتور من أدم ، وقربى ، قال : وجاؤوا ببطحاء فطرحوها في البيت . (6)

وبعد الزواج قال علي لأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم : اكفي بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخدمة خارجاً وسقاية الماء الحاج وتكفيك العمل في البيت العجن والخبز والطحن ، قال أبو عمر : فولدت له الحسن والحسين وأم كلثوم وزينب ، ولم يتزوج علي عليها غيرها حتى ماتت . (7)
مواقف من حياتها مع الرسول صلى الله عليه وسلم
كانت فاطمة رضي الله عنها من قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكان ؛ إذ كانت من أحب الناس إليه ، كيف لا وهي بنت من رزقه الله حبها وهي خديجة رضي الله عنها وكانت أشبه الناس بها ، فلما ماتت كانت تقوم مقام أمها في تخفيف الآلام والأحزان عنه صلى الله عليه وسلم ، وتساعده في شؤون حياته ومعيشته ، حتى وبعد زواجه وزواجها رضي الله عنها . وفي ذلك يروي سهل بن سعد فيقول : جُرح وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكُسرت رباعيته وهُشمت البيضة على رأسه صلى الله عليه وسلم فكانت فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم تغسل الدم وعلي رضي الله عنه يسكب الماء عليها بالمجن ، فلما رأت فاطمة رضي الله عنها أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة أخذت قطعة من حصير فأحرقته حتى إذا صار رمادا ألصقته بالجرح فاستمسك الدم . (8)

كانت رضي الله عنها تستعين به وتستشيره صلى الله عليه وسلم في قضاء حوائجها ، لعلمها بأنه سيخفف عنها ويدلها على الخير، وفي ذلك يروى زوجها علي رضي الله عنه فيقول : شكت فاطمة رضي الله عنها ما تلقى في يدها من الرحى ، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادماً فلم تجده ، فذكرت ذلك لعائشة ، فلما جاء أخبرته ، قال علي : فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبت أقوم فقال : مكانك ، فجلس بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري ، ثم قال : ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم ؟ إذا أويتما إلى فراشكما أو أخذتما مضاجعكما فكبرا ثلاثاً وثلاثين ، وسبحا ثلاثاً وثلاثين، وأحمدا ثلاثاً وثلاثين ، فهذا خير لكما من خادم . (9)

وفي رواية أخرى يقول أبو هريرة رضي الله عنه : أتت فاطمة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم تسأله خادماً فقال لها : الذي جئت تطلبين أحب إليك أم خير منه ؟ قال : فحسبت أنها سألت علياً ، قال : قولي : " اللهم رب السماوات ورب العرش العظيم ، ربنا ورب كل شيء ، منزل التوراة والإنجيل والقرآن ، فالق الحب والنوى ، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته ، أنت الأول فليس قبلك شيء ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء ، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ، وأنت الباطن فليس دونك شيء ، اقض عنا الدين وأغننا من الفقر " . (10) . فكان له نعم المعلم والمربي صلى الله عليه وسلم .

ولقد كان من أهم مواقفها مع أبيها صلى الله عليه وسلم ما يرويه المسور بن مخرمة من أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه خطب بنت أبي جهل وعنده فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما سمعت بذلك فاطمة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت له : إن قومك يتحدثون إنك لا تغضب لبناتك ، وهذا عليّ ناكحا ابنة أبي جهل ، قال المسور : فقام النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته حين تشهد ثم قال : أما بعد ، فإني أنكحت أبا العاص بن الربيع فحدثني فصدقني ، وإن فاطمة بنت محمد مضغة مني ، وإنما أكره أن يفتنوها ، وإنـها والله لا تجتمع بنت رسـول الله وبنت عدو الله عند رجل واحـد أبداً ، قـال: فترك عليّ الخطبة . (11)

وفي رواية أخرى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال على المنبر : إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم عليّ بن أبي طالب ، فلا آذن لهم ، ثم لا آذن لهم ، ثم لا آذن لهم ، إلا أن يحب بن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم ؛ فإنما ابنتي بضعة مني ، يريبني ما رابها ، ويؤذيني ما آذاها . (12)

وفي أيامه الأخيرة صلى الله عليه وسلم كان لها هذا الموقف الفريد الذي ترويه لنا زوجه عائشة رضي الله عنها فتقول : كن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عنده لم يغادر منهن واحدة ، فأقبلت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها من مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ، فلما رآها رحّب بها فقال : مرحبا بابنتي ، ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ، ثم سارّها فبكت بكاء شديدا ، فلما رأى جزعها سارّها الثانية فضحكت . فقلت لها : خصك رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين نسائه بالسرار ثم أنت تبكين ؟! فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتها : ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت : ما كنت أفشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم سره ، قالت : فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت : عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما حدثتني ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : أما الآن فنعم : أما حين سارني في المرة الأولى فأخبرني أن جبريل كان يعارضه القرآن في كل سنة مرة أو مرتين ، وأنه عارضه الآن مرتين ، وأني لا أرى الأجل إلا قد اقترب ، فاتقي الله واصبري فإنه نعم السلف أنا لك ، قالت : فبكيت بكائي الذي رأيت ، فلما رأى جزعي سارني الثانية فقال : يا فاطمة ، أما ترضي أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة ؟ قالت : فضحكْتُ ضحكي الذي رأيت . (13)

وفي مشهده الأخير صلى الله عليه وسلم وهو على فراش الموت كان لها هذا الموقف المؤثر، يقول أنس : لما تغشى رسول الله صلى الله عليه وسلم الكرب كان رأسه في حجر فاطمة فقالت فاطمة : واكرباه يا أبتاه ، فرفع رأسه صلى الله عليه وسلم وقال : لا كرب على أبيك بعد اليوم يا فاطمة ؛ فلما توفي قالت فاطمة : وأبتاه ، أجاب رباً دعاه ، وأبتاه ، من ربه ما أدناه ، وأبتاه ، إلى جنة الفردوس مأواه ، وأبتاه ، إلى جبريل أنعاه ، قال أنس : فلما دفناه مررت بمنزل فاطمة فقالت : يا أنس ، أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب ؟؟ . (14)
بعض المواقف من حياتها مع الصحابة
مع أبي بكر الصديق
وذلك حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاءته تطلب إرثها ، فعن أبي الطفيل قال جاءت فاطمة إلى أبي بكر فقالت : يا خليفة رسول الله ، أنت ورثت رسول الله صلى الله عليه وسلم أم أهله ؟ قال : بل أهله ، قالت : فما بال سهم رسول الله ؟ قال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا أطعم الله نبياً طعمة ثم قبضه جعله للذي يقوم بعده ، فرأيت أن أرده على المسلمين ، فقالت : أنت ورسول الله أعلم . (15)
أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربيتها
لقد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم المعلم والمربي تأثيراً كبيراً في شخص ابنته فاطمة رضي الله عنها ، فمن يوم أن جاء جبريل عليه السلام بقوله تعالى : ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) وقام صلى الله عليه وسلم وقال: يا معشر قريش ، اشتروا أنفسكم لا أُغني عنكم من الله شيئا ، يا بني عبد مناف لا أُغني عنكم من الله شيئا ، يا عباس بن عبد المطلب لا أُغني عنك من الله شيئاً ، ويا صفية عمة رسول الله لا أُغني عنك من الله شيئاً ، - وخص فاطمة ابنته ببعض الشيء فقال : - ويا فاطمة بنت محمد ، سليني ما شئت من مالي لا أُغني عنك من الله شيئا (16) ، وفاطمة تعلم أنه لن ينفعها ولن ينجيها من عذاب الله إلا عملها .

يروي ثوبان رضي الله عنه فيقول : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على فاطمة رضي الله تعالى عنها وأنا معه ، وقد أخذت من عنقها سلسلة من ذهب فقالت : هذه أهداها إليّ أبو حسن ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا فاطمة ، أيسرك أن يقول الناس : فاطمة بنت محمد وفي يدك سلسلة من نار؟ ثم خرج ولم يقعد ، فعمدت فاطمة إلى السلسلة فاشترت غلاماً فأعتقته ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: الحمد لله الذي نجى فاطمة من النار . (17)
من أهم ملامح شخصيتها
مّيز شخص بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير من الصفات والملامح ، كيف لا وقد شهدت السيدة عائشة رضي الله عنها في أكثر من مناسبة بأنها شبيهة أبيها صلى الله عليه وسلم ، الذي وصفه ربه فقال : ( وإنك لعلى خلق عظيم ) فكانت :
1- الأصدق لهجة
ويروى في ذلك عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت إذا ذُكرت فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم قالت: ما رأيت أحداً كان أصدق لهجة منها إلا أن يكون الذي ولدها . (18)
2- الأشد حياءً
فإذا كان مربيها ومن أشبهته صلى الله عليه وسلم أشد حياءًا من العذراء في خدرها ، فكيف نتوقع أن تكون هي رضي الله عنها ؟؟ فلقد بلغ من شدة حيائها رضي الله عنها أنها كانت تخشى أن يصفها الثوب بعد وفاتها ، وأنها استقبحت ذلك كثيراً حتى جعلت لها أسماء بنت عميس نعشاً ، وهو أول ما كان النعش آنذاك ، ثم الأكثر من ذلك أنها رضي الله عنها أمرت أسماء أن تغسلها هي وزوجها فقط وأن لا تُدخل عليها أحداً ، فكانت رضي الله عنها أول من غطي نعشها من النساء في الإسلام . فعن أم جعفر أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت لأسماء بنت عميس: يا أسماء ، إني قد استقبحت ما يصنع بالنساء ، إنه يطرح على المرأة الثوب فيصفها ، فقالت أسماء : يا بنت رسول الله ، ألا أريك شيئا رأيته بأرض الحبشة ؟ فدعت بجرائد رطبة فحنتها ، ثم طرحت عليها ثوباً ، فقالت فاطمة : ما أحسن هذا وأجمله ، تعرف به المرأة من الرجال ، فإذا أنا مت فاغسليني أنت وعليّ ولا تدخلي علي أحداً . (19)
هذا إذا كان الحال بعد الوفاة .. فماذا كان إذن حال الحياة ؟؟.. فياليت نساء اليوم يسمعن ويرين.. ليتهن يعشن وفاة فاطمة إن عز عيش حياتها .. ليتهن لم يتخذن اسمها ويتركن فعلها .
3- ترضى بأقل القليل
فهي رضي الله عنها وإن كانت تعلم أنها ابنة سيد المرسلين وخاتم النبيين وسيد ولد آدم ، إلا أنها لم تطمع في الحياة ، ولم تطمح نفسها إلى الخيال بالعيش الراغد والحياة الهنيئة ، بل إنها قد ضُرب بها المثل في زواجها اليسير المهر القليل المؤنة ، فقد كان مهرها درع ، وأساس متاعها ما هو إلا سرير مشروط ، ووسادة من أدم حشوها ليف ، وتور من أدم ، وقربى ، يقول علي رضي الله عنه : " لقد تزوجت فاطمة ومالي ولها فراش غير جلد كبش ، كنا ننام عليه بالليل ونعلف عليه الناضح بالنهار ، ومالي خادم غيرها " . (20)

وبعد زواجها رضي الله عنها عاشت حياة بسيطة متواضعة ، فهي تطحن وتعجن خبزها بيديها مع إدارة كافة شؤون بيتها الأخرى ، إضافة إلى واجبات زوجها عليها كما تعلمتها في بيت أبيها صلى الله عليه وسلم ، ثم هي وبعد أن أثر الرحى في يديها تأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعينها بخادم ، فيكون رده عليها صلى الله عليه وسلم : " ألا أدلك على ما هو خير من خادم ؟ تسبحين ثلاثاً وثلاثين وتحمدين ثلاثاً وثلاثين وتكبرين أربعاً وثلاثين حين تأخذين مضجعك " . (21)
فضائلها
لا يستغرب إذن على مثل هذه الشخصية العظيمة أن يورد في فضلها الكثير من الأحاديث والروايات التي تبرز مكانتها رضي الله عنها في هذه الأمة ، وكان من هذا ما يلي :
1- أحب أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه
فعن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال : كنت في المسجد فأتاني العباس وعليّ فقالا لي : يا أسامة ، استأذن لنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنته فقلت له : إن العباس وعليّ يستأذنان ، قال: هل تدري ما حاجتهما ؟ قلت : لا والله ما أدري ، قال : لكني أدري ائذن لهما ، فدخلا عليه فقالا : يا رسول الله ، جئناك نسألك : أي أهلك أحب إليك ؟ قال : أحب أهلي إلّي فاطمة بنت محمد ، فقالا: يا رسول الله ، ليس نسألك عن فاطمة ، قال : فأسامة بن زيد الذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه . ( 22)
2- شجنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن المسور بن مخرمة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما فاطمة شجنة مني ، يبسطني ما يبسطها ويقبضني ما يقبضها . (23)
3- من خير نساء العالمين
عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خير نساء العالمين : مريم بنت عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم ، وآسية امرأة فرعون . (24)

وفي رواية أخرى عن أنس أيضاً : حسبك من نساء العالمين : مريم بنت عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، وآسية امرأة فرعون . (25)
4- سيدة نساء أهل الجنة
عن حذيفة قال : سألتني أمي : منذ متى عهدك بالنبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال : فقلت لها : منذ كذا وكذا ، قال : فنالت منى وسبتني ، قال : فقلت لها : دعيني فإني آتى النبي صلى الله عليه وسلم فأصلي معه المغرب ثم لا أدعه حتى يستغفر لي ولك ، قال: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فصليت معه المغرب ، فصلى النبي صلى الله عليه وسلم العشاء ثم انفتل فتبعته ، فعرض له عارض فناجاه ثم ذهب ، فاتبعته فسمع صوتي فقال : من هذا ؟ فقلت : حذيفة ، قال : مالك ؟ فحدثته بالأمر فقال : غفر الله لك ولأمك ثم قال : أما رأيت العارض الذي عرض لي قبيل ؟ قال : قلت : بلى ، قال : فهو ملَك من الملائكة لم يهبط الأرض قبل هذه الليلة ، فاستأذن ربه أن يسلم عليّ ويبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، وأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة رضي الله عنهم . (26)

وفي رواية أخرى : عن ابن عباس قال : خط رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأرض خطوطا أربعة قال : أتدرون ما هذا ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، ومريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون . (27)
5- تختص بمن ينادي يوم القيامة : " غضوا أبصاركم عنها "
فعن علي رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا كان يوم القيامة قيل : يا أهل الجمع ، غضوا أبصاركم لتمر فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم " ، فتمر وعليها ريطتان خضروان ، قال أبو مسلم : قال لي أبو قلابة وكان معنا عبد الحميد أنه قال : حمراوان . ( المستدرك، ج3، ص175، هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، وحذفه الذهبي من التلخيص لضعفه ) .
من الأحاديث التي روتها عن الرسول صلى الله عليه وسلم
كان مما روته رضي الله عنها عن أبيها صلى الله عليه وسلم أنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد قال : بسم الله ، والسلام على رسول الله ، اللهم اغفر لي ذنوبي ، وافتح لي أبواب رحمتك ، وإذا خرج قال : بسم الله ، والسلام على رسول الله ، اللهم اغفر لي ذنوبي ، وافتح لي أبواب فضلك . (28)
موقف الوفاة
يقول ابن عباس رضي الله عنهما : قد مرضت فاطمة مرضاً شديداً فقالت لأسماء بنت عميس : ألا ترين إلى ما بلغت ؟ أحمل على السرير ظاهراً ؟ فقالت أسماء : ألا لعمري ، ولكن أصنع لك نعشاً كما رأيت يصنع بأرض الحبشة ، قالت : فأرنيه ، قال : فأرسلت أسماء إلى جرائد رطبة فقطعت من الأسواف ، وجعلت على السرير نعشاً ، وهو أول ما كان النعش ، فتبسمت فاطمة وما رأيتها متبسمة بعد أبيها إلا يومئذ ، ثم حملناها ودفناها ليلاً . (29)

وفي رواية أوضح بعض الشيء عن أم جعفر رضي الله عنها أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت لأسماء بنت عميس : يا أسماء ، إني قد استقبحت ما يصنع بالنساء ؛ إنه يطرح على المرأة الثوب فيصفها، فقالت أسماء : يا بنت رسول الله ، ألا أريك شيئا رأيته بأرض الحبشة ؟ فدعت بجرائد رطبة فحنتها ثم طرحت عليها ثوباً ، فقالت فاطمة : ما أحسن هذا وأجمله ، تعرف به المرأة من الرجال ، فإذا أنا مت فاغسليني أنت وعليّ ولا تدخلي علي أحداً . تقول : فلما توفيت جاءت عائشة تدخل فقالت أسماء: لا تدخلي ، فشكت إلى أبي بكر فقالت : إن هذه الخثعمية تحول بيننا وبين بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جعلت لها مثل هودج العروس ، فجاء أبو بكر فوقف على الباب فقال : يا أسماء ، ما حملك على أن منعت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخلن على بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعلت لها مثل هودج العروس ؟ فقالت : أمرتني ألا يدخل عليها أحد، وأريتها هذا الذي صنعت وهي حية فأمرتني أن أصنع ذلك لها ، قال أبو بكر : فاصنعي ما أمرتك ثم انصرف ، فغسلها عليّ وأسماء . قال أبو عمر : فاطمة رضي الله عنها أول من غطي نعشها من النساء في الإسلام على الصفة المذكورة في هذا الخبر، ثم بعدها زينب بنت جحش رضي الله عنها ، صنع ذلك بها أيضاً . (30)
وفاتها
ماتت فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانت أول أهله لحوقاً به ، وصلى عليها زوجها علي بن أبي طالب بعد أن غسلها هو وأسماء بنت عميس ، وكانت أشارت عليه أن يدفنها ليلاً ، وقد قيل إنه صلى عليها العباس بن عبد المطلب ودخل قبرها هو وعلي والفضل ، ولم يخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم من بنيه غيره . (31)

وعن محمد بن عمر قال : توفيت فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم لثلاث ليال خلون من شهر رمضان وهي ابنة تسع وعشرين سنة أو نحوها ، وقد اختلف في وقت وفاتها : فروي عن أبي جعفر محمد بن علي أنه قال : توفيت فاطمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم بثلاثة أشهر ، وأما عائشة فإنها قالت فيما روي عنها : إنها توفيت بعد النبي صلى الله عليه وسلم بستة أشهر، وأما عبد الله بن الحارث فإنه قال فيما روى يزيد بن أبي زياد عنه قال : توفيت فاطمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بثمانية أشهر ، قال محمد بن عمر : وقد حدثنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة وحدثنا بن جريج عن الزهري عن عروة عن عائشة أن فاطمة رضي الله عنها توفيت بعد النبي صلى الله عليه وسلم بستة أشهر ، قال محمد بن عمر : وهذا أثبت عندنا . (32)

وقد اختلف في سنها وقت وفاتها ، فذكر الزبير بن بكار أن عبد الله بن الحسن ابن الحسن دخل على هشام بن عبد الملك وعنده الكلبي فقال هشام لعبد الله ابن الحسن : يا أبا محمد ، كم بلغت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم من السن ؟ فقال : ثلاثين سنة ، فقال هشام بن الكلبي : كم بلغت من السن ؟ فقال خمس وثلاثين سنة ، فقال هشام لعبد الله بن الحسن : يا أبا محمد ، أسمع الكلبي يقول ما تسمع وقد عني بهذا الشأن ؟ فقال عبد الله بن الحسن : يا أمير المؤمنين ، سلني عن أمي وسل الكلبي عن أمه . (33)

المراجع
(1) (انظر: الطبقات الكبرى، ج8، ص19، أسد الغابة، ج1، ص1395).
(2) (المستدرك على الصحيحين، ج 3، ص 176، الاستيعاب، ج1، ص612).
(3) (أسد الغابة، ج1، ص1395، والاستيعاب، ج1، ص612 بتصرف).
(4) (أسد الغابة، ج1، ص1396).
(5) (الاستيعاب، ج1، ص612).
(6) (انظر: الطبقات الكبرى، ج8، ص23).
(7) (انظر: الاستيعاب، ج1، ص612).
(8) (صحيح ابن حبان، ج 14، ص 540).
(9) (صحيح البخاري، ج5، ص2329).
(10) (المستدرك على الصحيحين، ج 3، ص 170).
(11) (صحيح مسلم، ج 4، ص 1903).
(12) (صحيح مسلم ج 4 ص 1902).
(13) (صحيح مسلم ج 4 ص 1904).
(14) (صحيح ابن حبان، ج14، ص592).
(15) (مسند أبي يعلى، ج 12، ص 119).
(16) (صحيح البخاري ج 3 ص 1012).
(17) (المستدرك على الصحيحين، ج 3، ص 165).
(18) (المستدرك على الصحيحين، ج 3، ص 175).
(19) (الاستيعاب، ج1، ص614).
(20) (الزهد لهناد، جز2، ص387).
(21) (المعجم الأوسط، ج3، ص160).
(22) (المستدرك على الصحيحين، ج2، ص 452، صحيح الإسناد ولم يخرجاه).
(23) (المستدرك على الصحيحين، ج3، ص 168، تعليق الذهبي في التلخيص: صحيح).
(24) (صحيح ابن حبان، ج15، ص 401).
(25) (صحيح ابن حبان، ج15، ص 464).
(26) (مسند أحمد بن حنبل، ج5، ص391، تعليق شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح).
(27) (صحيح ابن حبان، ج15، ص 470).
(28) (مسند أبي يعلى، ج12، ص 121).
(29) (المستدرك على الصحيحين، ج 3، ص 177).
(30) (الاستيعاب، ج1، ص614).
(31) (الاستيعاب، ج1، ص 614 بتصرف).
(32) (المستدرك على الصحيحين، ج 3، ص 176).
(33) (الاستيعاب، ج1، ص 614).

ريمة مطهر
09-28-2011, 08:57 PM
فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

فاطِمَة بِنْت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، سيدة نساء العالمين ، ما عدا مَرْيَم بِنْت عُمران صلى الله عليهما ‏.‏ أمها خديجة بِنْت خويلد‏ .‏ وكانت هي وأم كُلْثُوم أصغر بنات رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ‏.‏

وقد اختلف‏ :‏ في أيتهن أصغر سنّاً ? وقيل ‏:‏ إن رقية أصغرهن‏ .‏ وفيه عندي نظر ، لأن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم زوّج رقية من أبي لهب ، فطلقها قبل الدخول بها ، أمره أبواه بذلك ، ثم تزوجها عُثْمان رضي الله عنه وهاجرت معه إلى الحبشة ، فما كان ليزوج الصغرى ويترك الكبرى ‏.‏ وكانت فاطِمَة تكنى أم أبيها ، وكانت أحب الناس إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏ .‏ وزوجها من علي بعد أحد‏ .‏ وقيل ‏:‏ تزوجها علي بعد أن ابتنى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعائشة بأربعة أشهر ونصف ، وابتنى بعدها بعد تزويجه إياها بسبعة أشهر ونصف ، وكان سنها يوم تزويجها خمس عشرة سنة وخمسة أشهر في قول ‏.‏ وانقطع نسل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلا منها ، فإن الذكور من أولاده ماتوا صغاراً ، وأما البنات فإن رقية رضي الله عنها ولدت عَبْد الله بن عُثْمان فتوفي صغيراً ، وأما أم كُلْثُوم فلم تلد ، وأما زينب رضي الله عنها فولدت علياً ومات صبيّاً ، وولدت أمامة بِنْت أبي العاص فتزوجها علي ، ثم بعده المغيرة بن نوفل ‏.‏ وقال الزبير ‏:‏ انقرض عقب زينب‏ .‏

أخبرنا أبو أحمد عَبْد الوهاب بن علي الصوفي ، أخبرنا أبو الفضل بن ناصر ، أخبرنا الخطيب بن أبي الصقر الأنباري ، أخبرنا أبو البركات أحمد بن عَبْد الواحد بن نظيف ، أخبرنا أبو مُحَمَّد بن رشيق ، حدثنا أبو بشر الدولابي ، حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي ، حدثنا إسماعيل بن أبان ، حدثنا أبو مَرْيَم ، عن أبي إسحاق ، عن الحَارِث ، عن علي قال‏ :‏ خطب أبو بكر وعُمر يعني فاطِمَة إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فأبى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عليهما ، فقال عُمر‏ :‏ أنت لها يا علي‏ .‏ فقلت‏ :‏ ما لي من شيء إلا دِرعي أرهنها‏ .‏ فزوجه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فاطِمَة ، فلما بلغ ذلك فاطِمَة بكت ، قال ‏:‏ فدخل عليها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال ‏:‏ ‏"‏ مالك تبكين يا فاطِمَة‏ !‏ فو الله لقد أنكَحْتُكِ أكثرهم علماً ، وأفضلهم حِلماً ، وأوّلهم سِلماً‏ "‏‏ .‏ قال‏ :‏ وحدثني الدولابي ، حدثنا أحمد بن عَبْد الجبار ، حدثنا يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، حدثني عَبْد الله بن أبي نجيح ، عن مجاهد عن علي بن أبي طالب قال‏ :‏ خطبت فاطِمَة إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فقالت لي مولاة لي ‏: هل علمت أن فاطِمَة خطبت إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم . قلت ‏:‏ لا ‏.‏ قالت ‏:‏ فقد خطبت ، فما يمنعك أن تأتي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فيزوجك‏ .‏ فقلت ‏:‏ وعندي شيء أتزوج به ? فقالت‏ :‏ إنك إن جئت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم زوجك ‏.‏ فو الله ما زالت ترجّيني حتى دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وكانت لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم جلالة وهيبة فلما قعدت بين يديه أُفحمْتُ ، فو الله ما أستطيع أن أتكلم، فقال‏ :‏ ‏"‏ ما جاء بك ? ألَكَ حاجةٌ ?‏ "‏ فسكتّ ، فقال ‏:‏ ‏"‏ لعلّك جئتَ تخطب فاطِمَة ?‏ "‏ قلت ‏:‏ نعم‏ .‏ قال‏ :‏ ‏"‏ وهل عندك من شيء تستحلّها به ? ‏"‏ فقلت ‏:‏ لا ، والله يا رسول الله . فقال ‏:‏ ‏"‏ ما فعلت بالدرع التي سلَّحتُهَكا ?‏ "‏ فقلت‏:‏ عندي والذي نفس علي بيده إنها لحُطَمِيّة، ما ثمنها أربعمائة درهم‏.‏ قال‏ :‏ ‏"‏ قد زوجتك، فابعث بها ، فإن كانت لصداق فاطِمَة بِنْت رسول الله صلى الله عليه وسلم‏ "‏‏ .‏

قال‏ :‏ وحدثنا الدولابي ، حدثنا أبو جعفر مُحَمَّد بن عَوْف بن سُفْيان الطائي حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي ، حدثنا عَبْد الرَّحْمَن بن حميد الرواسي ، حدثنا عَبْد الكريم بن سَليط ، عن ابن بُرَيدة ، عن أبيه قال ‏:‏ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ليلة البناء يعني بفاطِمَة ‏"‏ لا تُحَدِّثَنَّ شيئاً حتى تلقاني‏ "‏‏ .‏ فدعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بماء فتوضّأ منه ثم أفرغه على عليّ وقال ‏:‏ ‏"‏ الّلهم بارك فيهما ، وبارك علَيهما ، وبارك لهما في نسلَيهما‏ "‏‏ .‏

قال ابن إسحاق‏ :‏ وحدثني من لا أتهم أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يغار لبناته غيرة شديدة ، كان لا ينكح بناته على ضرة‏ .‏

أخبرنا غير واحد بإسنادهم عن أبي عيسى‏ :‏ حدثنا عَبْد الله بن يونس وقتيبة بن سعيد قالا‏ :‏ حدثنا الليث ، عن ابن أبي مليكة ، عن المِسور بن مَخْرَمة قال‏ :‏ سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول وهو على المنبر‏ :‏ ‏"‏ إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني في أن ينكحوا ابِنْتهم علي بن أبي طالب ، فلا آذَنُ ، ثم لا آذنُ ، ثم لا آذن ، إلا أن يريد علي بن أبي طالب أن يطلّقَ ابِنْتي وينكح ابِنْتهم ، فإنها بضعةٌ مني ، يريبني ما رابها ، ويؤذيني ما آذاها‏ " ‏‏.‏

أخبرنا أبو مُحَمَّد عَبْد الله بن سويدة ، أخبرنا أبو الفضل بن ناصر السلامي ، أخبرنا أبو صالح أحمد بن عَبْد الملك بن علي المؤذن ، أخبرنا الحاكم أبو الحسن علي بن مُحَمَّد الحافظ ، والقاضي أبو بكر الخيري قالا‏ :‏ أخبرنا أبو العَبَّاس مُحَمَّد بن يعقوب ، حدثنا الحسن بن مكرم ، حدثنا عُثْمان بن عُمر ، حدثنا عَبْد الرَّحْمَن بن عَبْد الله ، عن شريك بن عَبْد الله بن أبي نمر ، عن عطاء بن يسار ، عن أم سلمة قالت ‏:‏ في بيتي نزلت :‏ ‏" ‏إنَّما يريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عنكم الرِّجْسَ أهْلَ البيتِ‏ "‏ ، قالت ‏:‏ فأرسل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى فاطِمَة وعلي والحسن والحُسَيْن فقال‏ :‏ ‏"‏ هؤلاء أهلي‏ "‏‏ .‏ قالت ‏:‏ فقلت‏ :‏ يا رسول الله أفما أنا من أهل البيت ? قال ‏:‏ ‏" ‏بلى ، إن شاء الله عَزَّ وجَلّ ‏"‏‏ .‏

قال أبو صالح‏ :‏ قال الحاكم في المستدرك، عن الأصم قال‏:‏ صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه‏ .‏

قال‏ :‏ أخبرنا أبو الصالح ، أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الأهوازي ، أخبرنا أحمد بن عُبَيْد بن إسماعيل الصفار ، حدثنا تمام بن مُحَمَّد بن غالب ، حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن أنس بن مالك :‏ أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يمر ببيت فاطِمَة ستة أشهر إذا خرج لصلاة الفجر ، يقول ‏:‏ ‏" ‏الصلاة يا أهل بيت مُحَمَّد ، ‏"‏ إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهِّرَكم تطهيراً "‏ ( الأحزاب : 33 ) قال ‏:‏ وأخبرنا أبو صالح أخبرنا أبو القاسم عَبْد الملك بن مُحَمَّد بن بشران ، أخبرنا أبو علي أحمد بن الفضل بن العَبَّاس بن خزيمة ، حدثنا عيسى بن عَبْد الله الطيالسي رعاث حدثنا أبو نعيم ، حدثنا زكريا بن أبي زائدة ، عن فراس ، عن الشعبي ، عن مسروق ، عن عائشة قالت ‏:‏ أقبلت فاطِمَة تمشي ، كأن مشيتها مشية رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فقال ‏:‏ ‏"‏ مرحباً بابِنْتي ‏" ‏‏.‏ ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ، ثم أسرّ إليها حديثاً فبكت، ثم أسر إليها حديثاً فضحكت ، فقلت ‏:‏ ما رأيت كاليوم فرحاً أقرب من حزن ، فسألتها عما قال ، فقالت ‏:‏ ما كنت لأفشي سرّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فلما قبض سألتها ، فأخبرتني أنه أسرّ إليَّ فقال‏ :‏ ‏" ‏إنَ جبريل كان يعارضني بالقرآن في كل سنة مرّة وإنه عارضني العام مرَّتين ، وما أراه إلا وقد حضر أجَلي ، وإنكِ أول أهلي لحوقاً بي ، ونعم السَّلف أنا لك‏ "‏‏ .‏ فبكيت ، فقال ‏:‏ ‏"‏ ألا ترضَينَ أن تكوني سيِّدة نساء العالمين ?‏ "‏ قال ‏:‏ أبو صالح‏ :‏ رواه البخاري في الصحيح ، عن أبي نعيم ‏.‏ وهذا من غريب الصحيح ، فإن زكريا روى عن الشعبي أحاديث في الصحيحين ، وهذا يرويه عن فراس ، ثم عن الشعبي ‏.‏

أخبرنا إبراهيم بن مُحَمَّد وغيره بإسنادهم عن الترمذي ‏:‏ حدثنا حسين بن يزيد الكوفي ، حدثنا عَبْد السلام بن حرب ، عن أبي الحَجاف عن جُمَيع بن عمير التيمي قال‏ :‏ دخلت مع عمي على عائشة ، فسألت‏ :‏ أي الناس كان أحب إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ? قالت‏ :‏ فاطِمَة‏ .‏ قيل ‏:‏ من الرجال ? قالت ‏:‏ زوجها ، إن كان ، ما علمتُ صوّاماً قوّاماً‏ .‏

أخبرنا أبو مُحَمَّد بن سُوَيدة ، أخبرنا مُحَمَّد بن ناصر ، أخبرنا أبو صالح المؤذن ، أخبرنا أبو بكر مُحَمَّد بن عَبْد الله بن شاذان المقرئ ، حدثنا مُحَمَّد بن عَبْد الله القتاب حدثنا أحمد بن عَمْرو بن أبي عاصم ، حدثنا عُمر بن الخطاب ، حدثنا أبو صالح حدثنا سُفْيان بن عيينة ، عن ابن أبي نجيح ، عن أبيه ، عن رجل سمع عليّ بن أبي طالب يقول ‏:‏ سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقلت ‏:‏ أيّنا أحب إليك أنا أو فاطِمَة ? قال ‏:‏ ‏"‏ فاطِمَة أحبُّ إليَّ منك ، وأنت أعزُّ عليَّ منها‏ "‏‏ .‏

وأخبرنا يحيى بن محمود إذناً بإسناده عن ابن أبي عاصم قال‏ :‏ أخبرنا عَبْد الله بن عُمر بن سالم المفلوج وكان من خيار المسلمين عندي حدثنا حسين بن زيد بن علي بن الحُسَيْن بن علي بن أبي طالب ، عن عُمر بن علي ، عن جعفر بن مُحَمَّد ، عن أبيه ، عن علي بن حسين بن علي ، عن حسين بن علي ، عن علي ‏:‏ أن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم قال لفاطِمَة ‏:‏ ‏"‏ إنَّ اللهَ يغضبُ لغضبكِ ويرضى لرضاكِ‏ "‏‏ .‏

أخبرنا أبو الفضل بن أبي الحسن المخزومي بإسناده عن أحمد بن علي ‏:‏ حدثنا الحسن بن عُثْمان بن شقيق ، حدثنا الأسود بن حفص المروزي ، حدثنا حسين بن واقد ، عن يزيد النحوي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس‏ :‏ أن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم كان إذا قدم من سفر قبَّل ابِنْته فاطِمَة‏ .‏

قال ‏:‏ وحدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مُحَمَّد بن إسماعيل بن أبي سمينة البصريّ ، أخبرنا مُحَمَّد بن خالد الحنفي ، حدثنا موسى بن يعقوب الزمعي ، عن هاشم بن هاشم عن عَبْد الله بن وهب ، عن أم سلمة قالت ‏:‏ جاءت فاطِمَة إلى النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم فسارّها بشيءٍ فبكت ‏.‏ ثم سارّها بشيءٍ فضحكت ، فسألتها عنه فقالت ‏:‏ أخبرني أنه مقبوضٌ في هذه السنة فبكيت ، فقال‏ :‏ ‏"‏ ما يسرّك أن تكوني سيِّدةَ نساء أهل الجَنَّة ، إلاّ فلانة‏ "‏ ، فضحكت ‏.‏

أخبرنا عَبْد الوهاب بن أبي حبة بإسناده عن عَبْد الله بن أحمد ‏:‏ حدثني أبي ، حدثنا عَفَّان ، حدثنا مُعاذ بن مُعاذ ، حدثنا قَيْس بن الربيع ، عن أبي المقدام ، عن عَبْد الرَّحْمَن الأزرق ، عن علي قال ‏:‏ دخل عليَّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأنا نائم ، فاستسقى الحسن أو الحُسَيْن ، قال‏ :‏ فقام النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى شاة لنا بَكِئٍ فحلبها ، فدرَّت ، فجاءه الحسن فنحاه النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم ، فقالت فاطِمَة‏ :‏ يا رسول الله ، كأنه أحبهما إليك ? قال ‏:‏ ‏"‏ لا ، ولكنه استسقى قبله‏ "‏‏.‏ ثم قال‏ :‏ ‏"‏ إنّا وإيّاك وهذين وهذا الراقد في مكان واحد يوم القيامة‏ "‏‏ .‏

أخبرنا إبراهيم وغيره بإسنادهم عن أبي عيسى ‏:‏ حدثنا سليمان بن عَبْد الجبار البغدادي ، حدثنا علي بن قادم ، حدثنا أسباط بن نصر ، الهمْداني ، عن السدّي ، عن صبيح مولى أم سلمة ، عن زيد بن أرقم ، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لعلي وفاطِمَة والحسن والحُسَيْن ‏:‏ ‏"‏ أنا حربٌ لمن حاربتم ، سِلمٌ لمن سالمتم‏ " ‏‏.‏

أخبرنا أبو مُحَمَّد الحسن بن علي بن الحُسَيْن الأسدي الدمشقي المعروف بابن البن ، حدثنا جدي أبو القاسم الحُسَيْن بن الحسن قال‏ :‏ قرأت على القاضي علي بن مُحَمَّد بن علي المِصّيصي ، أخبرنا القاضي أبو نصر مُحَمَّد بن أحمد بن هارون بن عَبْد الله الغساني ، أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن جيدُرَّة الأطرابلاسي قراءة عليه، حدثنا إبراهيم بن عَبْد الله القصار ، أخبرنا العَبَّاس بن الوليد بن بكار الضبي بالبصرة ، عن خالد بن عَبْد الله ، عن خالد بن بيان ، عن الشعبي ، عن أبي جُحيفة ، عن علي قال‏ :‏ سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول‏ :‏ ‏" ‏إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ من وراء الحجاب ‏:‏ يا أهل الجمْع غُضّوا أبصاركم عن فاطِمَة بِنْت مُحَمَّد حتى تمرّ ‏"‏‏ .‏

أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبّة بإسناده عن عَبْد الله بن أحمد ‏:‏ حدثني أبي حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن ليث ، عن عَبْد الله بن الحسن هو ابن الحسن بن علي بن أبي طالب عن أمه فاطِمَة بِنْت الحُسَيْن بن علي ، عن جدتها فاطِمَة الكبرى هي بِنْت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قالت‏ :‏ كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا دخل المسجد صلّى على مُحَمَّد وسلم ، ثم قال ‏:‏ ‏" ‏ربِّ اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك‏ "‏‏ .‏ وإذا خرج صلى على مُحَمَّد وسلم ثم قال‏ :‏ ‏"‏ ربِّ اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك‏ "‏‏ .‏

هذا الحديث ليس إسناده بمتصل ، فإن فاطِمَة بِنْت الحُسَيْن لم تدرك جدتها فاطِمَة الكبرى ، والله أعلم‏ .‏

وتوفيت فاطِمَة بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بستة أشهر ‏.‏ هذا أصح ما قيل ‏.‏ وقيل ‏:‏ بثلاثة أشهر ‏.‏ وقيل‏ :‏ عاشت بعده سبعين يوماً‏ .‏ وما رؤيت ضاحكة بعد وفاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتى لحقت بالله عَزَّ وجَلّ ، ووجدت عليه وَجداً عظيماً‏ .‏

قال أنس‏ :‏ قالت لي فاطِمَة ‏:‏ يا أنس كيف طابت قلوبكم ? تحثون التراب على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ?‏ !‏‏ .‏

وكانت أول أهله لحوقاً به ، تصديقاً لقوله صلّى الله عليه وسلّم‏ .‏ ولما حضرها الموت قالت لأَسْمَاء بِنْت عميس ‏:‏ يا أَسْمَاء ، إني قد استقبحت ما يُصنع بالنساء ، يطرح على المرأة الثوب فيصفها‏ .‏ قالت أَسْمَاء : يا ابنة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، ألا أريك شيئاً رأيته بأرض الحبشة ? فدعت بجرائد رطبة فحنتها ، ثم طرحت عليها ثوباً‏ .‏ فقالت فاطِمَة‏ :‏ ما أحسن هذا وأجمله‏ !‏ فإذا أنا متُّ فاغسليني أنت وعليّ ، ولا تُدخلي عليَّ أحداً‏ .‏ فلما توفيت جاءت عائشة ، فمنعتها أَسْمَاء ، فشكتها عائشة إلى أبي بكر وقالت ‏:‏ هذه الخثعمية تحول بيننا وبين بِنْت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، وقد صنعت لها هودجاً ?‏!‏ قالت‏ :‏ هي أمرتني ألاّ يدخل عليها أحد ، وأمرتني أن أصنع لها ذلك ‏.‏ قال ‏:‏ فاصنعي ما أمرتك‏ .‏ وغسَّلها عليّ وأَسْمَاء ‏.‏

وهي أول من غُطّي نعشها في الإسلام ، ثم بعدها زينب بِنْت جحش ‏.‏ وصلى عليها علي بن أبي طالب‏ .‏ وقيل‏ :‏ صلى عليها العَبَّاس ‏.‏ وأوصت أن تدفن ليلاً ، ففعل ذلك بها‏ .‏

ونزل في قبرها علي والعَبَّاس ، والفضل بن العَبَّاس ‏.‏

قيل ‏:‏ توفيت لثلاثٍ خلون من رمضان سنة إحدى عشرة ، والله أعلم‏ .‏ وكان عُمرها تسعاً وعشرين سنة‏ .‏

وقال عَبْد الله بن الحسن بن الحسن بن علي ‏:‏ كان عُمرها ثلاثين سنة‏ .‏ وقال الكلبي ‏:‏ كان عُمرها خمساً وثلاثين سنة‏ .‏

وقد روي أنها اغتسلت لما حضرها الموت وتكفنت ، وأمرت عليّاً أن لا يكشفها إذا توفيت وأن يَدْرُجَها في ثيابها كما هي ، ويدفنها ليلاً‏ .‏ وقد ذكرنا في أم سَلْمَى غسلها أيضاً‏ .‏ والصحيح أن علياً وأَسْمَاء غسَّلاها والله أعلم‏ .‏

أخرجه الثلاثة ‏.‏

المرجع
أسد الغابة في معرفة الصحابة - لابن الأثير

ريمة مطهر
10-14-2011, 07:53 PM
فاطِمَة الزَّهْرَاء
(18ق ه- 11ه = 605- 632م)

فاطمة بنت رسول الله محمد r ابن عبد الله بن عبد المطلب ، الهاشمية القريشية ، وأمها خديجة بنت خويلد : من نابهات قريش . وإحدى الفصيحات العاقلات . تزوجها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب t في الثامنة عشر من عمرها ، وولدت له الحسن والحسين وأم كلثوم وزينب . وعاشت بعد أبيها ستة أشهر . وهي أول من جُعل له النعش في الإسلام ، عملته لها أسماء بنت عميس ، وكانت قد رأته يصنع في بلاد الحبشة . ولفاطمة 18 حديثاً . وللسيوطي ( الثغور الباسمة في مناقب السيدة فاطمة – خ ) في 53 ورقة . ولعمر أبي النصر ( فاطمة بنت محمد - ط ) ولأبي الحسن الرندي النجفي ( مجمع النورين – ط ) في سيرتها ومناقبها .
المرجع
خير الدين الزركلي ، الأعلام ، الجزء الخامس .