أحمد كتبي
05-18-2011, 12:24 PM
ثعلبة بن حاطب
ثعلبة بن حاطب بن عمرو بن عبيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري شهد بدراً ؛ قاله محمد بن إسحاق وموسى بن عقبة .
وهو الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله أن يرزقه مالاً .
أخبرنا أبو العباس أحمد بن عثمان بن أبي علي بن مهدي الزرزاري إجازة إن لم يكن سماعاً ، قال : أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن عبد الله الرستمي ، والرئيس مسعود بن الحسن بن القاسم بن الفضل الثقفي الأصفهاني قالا : أخبرنا أحمد بن خلف الشيرازي ، حدثنا الأستاذ أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي ، أخبرنا عبد الله بن حامد الوزان ، أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم السمرقندي ، أخبرنا محمد بن نصر ، حدثني أبو الأزهر أحمد بن الأزهر ، حدثنا مروان بن محمد ، حدثنا محمد بن شعيب ، أخبرنا معان بن رفاعة عن علي بن يزيد ، عن القاسم أبي عبد الرحمن ، عن أبي أمامة الباهلي قال : " جاء ثعلبة بن حاطب الأنصاري إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، ادع الله أن يرزقني مالاً ، فقال : " ويحك يا ثعلبة ، قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه " . ثم أتاه بعد ذلك فقال : يا رسول الله ، ادع الله أن يرزقني مالاً ، قال : " أما لك في أسوة حسنة ، والذي نفسي بيده لو أردت أن تسير الجبال معي ذهباً وفضة لسارت " ، ثم أتاه بعد ذلك فقال : يا رسول الله ، ادع الله أن يرزقني مالاً ، والذي بعثك بالحق لئن رزقني الله مالاً لأعطين كل ذي حق حقه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم ارزق ثعلبة مالاً ، الله ارزق ثعلبة مالاً " ، قال : فاتخذ غنماً فنمت كما ينمي الدود ، فكان يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر ، ويصلي في غنمه سائر الصلوات ، ثم كثرت ونمت ، فتقاعد أيضاً حتى صار لا يشهد إلا الجمعة ، ثم كثرت ونمت فتقاعد أيضاً حتى كان لا يشهد جماعة ولا جماعة ، وكان إذا كان يوم جمعة خرج يتلقى الناس يسألهم عن الأخبار فذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال : " ما فعل ثعلبة " ؟ فقالوا : يا رسول الله ، اتخذ ثعلبة غنماً لا يسعها واد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا ويح ثعلبة ، يا ويح ثعلبة ، يا ويح ثعلبة " ، وأنزل الله آية الصدقة ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً من بني سليم ، ورجلاً من بني جهينة ، وكتب لهما أسنان الصدقة كيف يأخذان وقال لهما : " مرا بثعلبة بن حاطب ، وبرجل من بني سليم ، فخذا صدقاتهما " ، فخرجا حتى أتيا ثعلبة فسألاه الصدقة ، وأقرآه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ما هذه إلا جزية : ما هذه إلا أخت الجزية: انطلقا حتى تفرغا ثم عودا إلي، فانطلقا وسمع بهما السلمي، فنظر إلى خيار أسنان إبله، فعزلها للصدقة، ثم استقبلهما بها ، فلما رأياها قالا : ما هذا عليك ، قال : خذاه فإن نفسي بذلك طيبة ، فمرا على الناس وأخذا الصدقة ، ثم رجعا إلى ثعلبة ، فقال : أروني كتابكما ، فقرأه فقال : ما هذه إلا جزية ، ما هذه إلا أخت الجزية ، اذهبا حتى أرى رأيي ، فأقبلا فلما رآهما رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يكلماه قال : " يا ويح ثعلبة " ، ثم دعاء للسلمي بخير ، وأخبراه بالذي صنع ثعلبة ، فأنزل الله عز وجل : { وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ } إلى قوله { وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ } وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من أقارب ثعلبة سمع ذلك ، فخرج حتى أتاه ، فقال : ويحك يا ثعلبة ، قد أنزل الله عز وجل فيك كذا وكذا فخرج ثعلبة حتى أتي النبي صلى الله عليه وسلم ، فسأله أن يقبل منه صدقته فقال : " إن الله تبارك وتعالى منعني أن أقبل منك صدقتك " ، فجعل يحثي التراب على رأسه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هذا عملك ، قد أمرتك فلم تطعني " ، فلما أبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقبض صدقته رجع إلى منزله ، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقبض منه شيئاً .
ثم أتى أبا بكر رضي الله عنه حين استخلف ، فقال : قد علمت منزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم وموضعي من الأنصار فاقبل صدقتي ، فقال أبو بكر : لم يقبلها رسول الله منك ، أنا أقبلها ؟ فقبض أبو بكر رضي الله عنه ولم يقبلها .
فلما ولي عمر أتاه فقال : يا أمير المؤمنين ، اقبل صدقتي ، فقال : لم يقبلها منك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر ، أنا أقبلها ؟ فقبض ولم يقبلها .
ثم ولي عثمان رضي الله عنه فأتاه فسأله أن يقبل صدقته ، فقال : لم يقبلها رسول الله ولا أبو بكر ولا عمر ، أنا أقبلها ؟ ولم يقبلها . وهلك ثعلبة في خلافة عثمان رضي الله عنه .
أخرجه الثلاثة ، ونسبوه كما ذكرناه وكلهم قالوا : إنه شهد بدراً ، وقال ابن الكلبي : ثعلبة بن حاطب بن عمرو بن عبيد بن أمية ، يعني ، ابن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري من الأوس ، شهد بدراً ، وقتل يوم أحد فإن كان هذا الذي في الترجمة ؛ فإما أن يكون ابن الكلبي قد وهم في قتله ، أو تكون القصة غير صحيحة ، أو يكون غيره ، وهو هو لا شك فيه .
المرجع
أسد الغابة في معرفة الصحابة - لابن الأثير
ثعلبة بن حاطب بن عمرو بن عبيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري شهد بدراً ؛ قاله محمد بن إسحاق وموسى بن عقبة .
وهو الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله أن يرزقه مالاً .
أخبرنا أبو العباس أحمد بن عثمان بن أبي علي بن مهدي الزرزاري إجازة إن لم يكن سماعاً ، قال : أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن عبد الله الرستمي ، والرئيس مسعود بن الحسن بن القاسم بن الفضل الثقفي الأصفهاني قالا : أخبرنا أحمد بن خلف الشيرازي ، حدثنا الأستاذ أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي ، أخبرنا عبد الله بن حامد الوزان ، أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم السمرقندي ، أخبرنا محمد بن نصر ، حدثني أبو الأزهر أحمد بن الأزهر ، حدثنا مروان بن محمد ، حدثنا محمد بن شعيب ، أخبرنا معان بن رفاعة عن علي بن يزيد ، عن القاسم أبي عبد الرحمن ، عن أبي أمامة الباهلي قال : " جاء ثعلبة بن حاطب الأنصاري إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، ادع الله أن يرزقني مالاً ، فقال : " ويحك يا ثعلبة ، قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه " . ثم أتاه بعد ذلك فقال : يا رسول الله ، ادع الله أن يرزقني مالاً ، قال : " أما لك في أسوة حسنة ، والذي نفسي بيده لو أردت أن تسير الجبال معي ذهباً وفضة لسارت " ، ثم أتاه بعد ذلك فقال : يا رسول الله ، ادع الله أن يرزقني مالاً ، والذي بعثك بالحق لئن رزقني الله مالاً لأعطين كل ذي حق حقه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم ارزق ثعلبة مالاً ، الله ارزق ثعلبة مالاً " ، قال : فاتخذ غنماً فنمت كما ينمي الدود ، فكان يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر ، ويصلي في غنمه سائر الصلوات ، ثم كثرت ونمت ، فتقاعد أيضاً حتى صار لا يشهد إلا الجمعة ، ثم كثرت ونمت فتقاعد أيضاً حتى كان لا يشهد جماعة ولا جماعة ، وكان إذا كان يوم جمعة خرج يتلقى الناس يسألهم عن الأخبار فذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال : " ما فعل ثعلبة " ؟ فقالوا : يا رسول الله ، اتخذ ثعلبة غنماً لا يسعها واد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا ويح ثعلبة ، يا ويح ثعلبة ، يا ويح ثعلبة " ، وأنزل الله آية الصدقة ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً من بني سليم ، ورجلاً من بني جهينة ، وكتب لهما أسنان الصدقة كيف يأخذان وقال لهما : " مرا بثعلبة بن حاطب ، وبرجل من بني سليم ، فخذا صدقاتهما " ، فخرجا حتى أتيا ثعلبة فسألاه الصدقة ، وأقرآه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ما هذه إلا جزية : ما هذه إلا أخت الجزية: انطلقا حتى تفرغا ثم عودا إلي، فانطلقا وسمع بهما السلمي، فنظر إلى خيار أسنان إبله، فعزلها للصدقة، ثم استقبلهما بها ، فلما رأياها قالا : ما هذا عليك ، قال : خذاه فإن نفسي بذلك طيبة ، فمرا على الناس وأخذا الصدقة ، ثم رجعا إلى ثعلبة ، فقال : أروني كتابكما ، فقرأه فقال : ما هذه إلا جزية ، ما هذه إلا أخت الجزية ، اذهبا حتى أرى رأيي ، فأقبلا فلما رآهما رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يكلماه قال : " يا ويح ثعلبة " ، ثم دعاء للسلمي بخير ، وأخبراه بالذي صنع ثعلبة ، فأنزل الله عز وجل : { وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ } إلى قوله { وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ } وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من أقارب ثعلبة سمع ذلك ، فخرج حتى أتاه ، فقال : ويحك يا ثعلبة ، قد أنزل الله عز وجل فيك كذا وكذا فخرج ثعلبة حتى أتي النبي صلى الله عليه وسلم ، فسأله أن يقبل منه صدقته فقال : " إن الله تبارك وتعالى منعني أن أقبل منك صدقتك " ، فجعل يحثي التراب على رأسه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هذا عملك ، قد أمرتك فلم تطعني " ، فلما أبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقبض صدقته رجع إلى منزله ، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقبض منه شيئاً .
ثم أتى أبا بكر رضي الله عنه حين استخلف ، فقال : قد علمت منزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم وموضعي من الأنصار فاقبل صدقتي ، فقال أبو بكر : لم يقبلها رسول الله منك ، أنا أقبلها ؟ فقبض أبو بكر رضي الله عنه ولم يقبلها .
فلما ولي عمر أتاه فقال : يا أمير المؤمنين ، اقبل صدقتي ، فقال : لم يقبلها منك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر ، أنا أقبلها ؟ فقبض ولم يقبلها .
ثم ولي عثمان رضي الله عنه فأتاه فسأله أن يقبل صدقته ، فقال : لم يقبلها رسول الله ولا أبو بكر ولا عمر ، أنا أقبلها ؟ ولم يقبلها . وهلك ثعلبة في خلافة عثمان رضي الله عنه .
أخرجه الثلاثة ، ونسبوه كما ذكرناه وكلهم قالوا : إنه شهد بدراً ، وقال ابن الكلبي : ثعلبة بن حاطب بن عمرو بن عبيد بن أمية ، يعني ، ابن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري من الأوس ، شهد بدراً ، وقتل يوم أحد فإن كان هذا الذي في الترجمة ؛ فإما أن يكون ابن الكلبي قد وهم في قتله ، أو تكون القصة غير صحيحة ، أو يكون غيره ، وهو هو لا شك فيه .
المرجع
أسد الغابة في معرفة الصحابة - لابن الأثير